بسم الاب والابن والروح القدس
ان تحيا مع المسيح
اااامين
كان يوما عاديا من احد ايام شهر اغسطس من عام 1944 في مداخل واروقة الغواصة الامريكية ( سنثيا 2 ) حيث البحارة يسترخون ويقضون وقتا طيبا في مشاهدة صور ذكرياتهم او الاحبة الذين ينتظرونهم حال انتهاء الحرب ولم يكن يقطع ذلك الاسترخاء في تلك الايام سوى بعض التدريبات الروتينية بين حين و اخر للتدرب على صد هجمات مفاجئة من الاعداء –وفي ذلك اليوم بالتحديد وبعد الظهر دوت صافرات الانذار في داخل الغواصة لوجود هجوم محتمل الا ان الانذار هذه المرة كان حقيقيا –وانطلق البحارة كل الى موقعه بسرعة بالغة وبحزم شديد دون ادنى ارتباك او اخفاق في اي تفصيل مما تدربوا عليه وحققوا اعلى معدل في الانضباط وبزمن قياسي فاجىء قبطانهم وضباطهم .
وبعد ان انطلقت الصافرات لتعلن نهاية الخطر المحتمل فورا ارسل القبطان برقية الى قيادته يشرح فيها الشجاعة والاقدام والدقة البالغة في تنفيذ بحارته لما تعلموه وعند عودة الغواصة الى ميناء هاربر بعد عدة ايام كان في استقبالها قائد القوة البحرية الامريكية ومساعديه –اخذ يصافحهم جميعا ابتدائا من القائد الى بقية الطاقم وحين كان يصافح احد البحارة تحدث اليه قائلا : كانت شجاعة بالغة منكم حدثني بربك ماهو سر تماسككم في تلك اللحضات العصيبة ؟ --سكت البحار لثواني معدودة ثم اجاب : في الحقيقة يا سيدي ليس في الامر اسرار –لقد ضننا انه مجرد تدريب روتيني اخر ولم نكن نعلم انها غارة حقيقية !!!!
ان نحيا مع المسيح –هو امر يختلف عن مجرد الحديث عنه وعن مزاياه وروعته ويختلف عن التنظير والوعظ وايراد الحكم التي نطق بها والتعاليم التي ارساها لنا وسلمها كمفتاح لابدية سعيدة معه –ان نكون اكثر الناس تكلما عن المحبة والتسامح امر يختلف عن مواجهتنا لموقف يتطلب منا المسامحه والتغاظي عن خطأ احدهم بحقنا –ان نعظ عن القداسة شيء وان نعيشها شيء اخر –مسيحنا لايفرح بالمديح والثناء الذي تلقيه السنتنا وتتسابق اليه اقلامنا –بل فرحه في ان نكون صادقين معه وعلى العهد الذي قطعناه بان نكون ابناءا مخلصين وتابعين حقيقين نعيش معه ولاجله كما يريدنا ان نكون .
ما اسهل القول –وما اصعب ان نكون فعلا كما نقول او كما ندعو الناس ان يكونوا هل سنثبت حين يأتينا المجرب ويضع امامنا عثرة لتجعلنا في اعين انفسنا مجرد مدعين غير صادقين ؟ هل سنواجه شهواتنا وغرائزنا بالحزم الذي نتحدث عنه في اهمية الارتفاع عن هذه المغريات المهلكة ام سنقول ( غلطة تفوت ولا حد يموت ) كلنا يعلم صعوبة التطبيق الفعلي لكل الفضائل المسيحية اذا حاولنا ذلك باجتهادنا الشخصي –ولكن بطلب المعونة من الروح القدس الذي هو في استعداد دائم ان يسكن نفوسنا لن تكون الامور صعبة ابدا –
التحدث عن الصلاة وعن اهمية التواصل مع الاب السماوي سيكون اكثر اقناعا لو كان المتحدث فعلا يعيش حياة الصلاة –المحبة لن تحتاج لكلام كثير لو كان مدعيها يعيش المحبة الفعلية --- السلام الداخلي سنشعر به لو لم نكتفي بالتكلم عنه واصغينا بشغف للروح القدوس الذي يبعثه فينا في احلى واقسى الظروف --- سنكون مثالا حيا للانجيل والتبشير بالمسيح لو عشنا الانجيل ومسيحه فعلا ---
تعجبنا كثيرا النهاية السعيدة للاناجيل بقيامة المخلص من بين الاموات --- ولكن ما ينقصنا هو الايمان بقوة القيامة في تغييرنا لنقوم نحن ايضا من موت الخطيئة الى حياة القداسة الابدية – نرتاح جدا لكلمات المسيح عن الملكوت المعد لابنائه ليرثوه وما يعوزنا ان نكون من ضمن الورثة ايظا --- لنفحص انفسنا هل لازلنا بعيدين عن الطريق الذي ننصح الناس به ونصرخ فيهم ليسلكوه ؟ ولنبدأ اولا بذواتنا كيف نروضها في سيرك الحياة الشاقة التي تندفع فيها التجارب والضيقات من كل اتجاه ولنكن واعين ان نفوسنا هي مهمة ايظا كاهمية النفوس التي ندعوها للخلاص فلنرى اولا ان كنا قد نلنا الخلاص فعلا ام لا ؟ وان كنا نحيا الحياة الفانية التي تؤدي الى الفناء – ام نحن نحيا مع المسيح حياة تؤدي الى الابدية المرجوة .
موضوع: ان تحيا مع المسيح 
الخميس ديسمبر 04, 2014 3:09 pm
